ملعونة مجانية التعليم
وعلى الرغم أن التعليم يقدم خدمة كالطعام والشراب، لكن من ضحايا مجانية التعليم، المعلم والطالب والعلم.... كثير من الطلبة في المدارس من أسر غنية لكن مفهوم المجانية يجعلهم يقبلون بأسوء خدمة والمعلم مطحون يزاحم الناس في المواصلات ولا يصل إلى المدرسة إلا بعد أن خارت قواه في الحافلة التي يقف فيها لساعات كل يوم لعدم وجود كرسي خالي في وسائل النقل العام. يعمل ليل نهار ليأكل ما يبقيه بالكاد على قيد الحياة، تخور قواه على الفراش آخر الليل ليستيقظ في الصباح الباكر ليبدأ رحلة معاناة جديدة تتكرر كل يوم وليلة. وعلى الطرف الأخر، هو يخدم أناسا يأكلون أفضل طعام ويركبون أفضل المراكب والعربات وينامون على أفضل الأسرة ولكنها المجانية الملعونة. ألا يعلم هؤلاء أن البضاعة الرخيصة هي أسوء بضاعة؟ والمعلم لا ذنب له، فهو بشر يحتاج لأن يأكل ويشرب ويستريح وله أسرة ينفق عليها. كيف يمكنه أن يأتي بخير ما عنده وهو يعامل معاملة النفايات؟
عمر بحر، إستنبول