هم العدو فاحذرهم
الحكومات تعمل دائما على تحسين صورتها أمام الشعوب، فمع الفساد والطغيان والإفساد هناك جيوش تعمل لتخرج كل ذلك في أبهى صوره فهي لا تقتل إلا رحمة ولا تسرق إلا عطاء ولا تنشيء هذه السجون العازلة التي تمنع الأطفال من أن يربوا تربية صحيحة في ظل الأهل والجماعة إلا لتعلم وهي في الحقيقة لا تصنع إلا الجهل والتخلف وفصل الأجيال عن بعضها البعض حتى لا تنتقل خبرات الأجيال السابقة للأجيال الجديدة فتظل الشعوب تقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها آباؤهم وأجدادهم من قبل، دون أن يتمكنوا من الخلاص وتظل الحكومات تعمل فيهم نفس أسلحة وأدوات الفساد والخراب.
وقد لا يتنبه أحد لعلامات جلية فاضحة ولكن مال هؤلاء القوم لا يفقهون ولا يعون ولا يفكرون…. في إنجلترا نظرا لارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة وقلة الأجور، وجد البعض طوق نجاة في أن يقوم برعاية أحد المسنين الذين يسكنون بمفردهم بعد أن هجرهم أبناؤهم، نظير الحصول على سكن مجانا.
قد يرى البعض في الفكرة حلا مثاليا وعلاقة مشروعة تنفع الطرفين، ولكن الطواغيت تأبى ذلك، الحكومة الإنجليزية بدأت في محاربة الظاهرة. وبالطبع هي تحتج بحجج قانونية ومسائل الحقوق، منها مثلا أن المسن هنا يستعبد المستأجر الذي يعمل لديه دون أجر، مثل أنه يشتري له بضائع من السوق أو يصطحبه للطبيب. قد تبدو هذه الحجج واهية الآن، فالشيطان لم يحك عباءته بعد والتهديد جديد للمجتمع الذي أنشأه الطواغيت لم يستعد له الشيطان بعد.
والبعض لا يفهم لماذا تتدخل الحكومات في هذه الأمور، الجهال لا يعلمون أن هذا بالتحديد ما فعلته الحكومات في الأسرة فالحكومة التي تعيش على النهب والسرقة وإن سمتها ضرائب، لا تحب أن ترى أي علاقة تكون مدفوعة بدوافع أخرى غير المال لأنها لن يكون لها حصة من وراء هذه العلاقات. ولهذا لم يدخروا وسعا من أجل تفكيك الأسرة وإخراج المرأة من المنزل وإحداث الفجوات بين الأجيال، فلا يجب لأحد أن يعيش في جلباب أبيه ولكن يجب عليه أن يرتدي بنطال الحكومة حتى ولو كشف هذا البنطال عورته ولم يسترها.
ولكنها العادة والاعتياد، فحتى الذين يرتادون المساجد يرون الرجال وقد انكشفت مؤخراتهم في الصلاة، في صمت رهيب وعجيب يجعل المسلم يتشكك في إن كان هؤلاء يعبدون إله آخر، لا يحرم ما حرم الله.
عمر بحر بين غدوة وبكور السبت، الثامن من ربيع الأول للخامس وأربعين وأربعمائة بعد الألف من هجرة خير الأنام والسابقين الأولين (اللهم إجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان) لإقامة دولة تعلي من كلمة الله تتخذ من الجهاد لها سبيلا ليكون الدين كله لله فتحكم الأرض بشرعه، فلا إكراه في الدين ولكن الحكم لله على المسلم والكافر سواء فهو العدل المبين ولا عدل سواه.