عصفور يتيم
بلوغ النكاح هو الحد الفصل بين الطفولة، والبلوغ والرشد....
مهمة الأسرتين والعائلتين من الأب والام هي احتضان الطفل حتى يبلغ ويصبح إنسانا راشدا...
العصفورة لا تعطي صغارها لطائر أخر ليعلمه الطيران....
أنا ضد المدرسة النظامية المركزية التي تقتل طالب العلم والمعلم.... التعليم لا يمكن أن يتم مقطعا بهذه الصورة... الطفل يحتاج لعائلتيه، يحتضنانه يتعلم منهم خبرات الحياة وما وصلوا له من علم حتى يكمل على ذلك ويحصل التطور والارتقاء بالفرد والجماعة والمجتمع. كما أن في ذلك فوائد أخرى كثيرة مثل ترابط أفراد العائلة وقد حضنا ديننا على صلة الرحم وفي هذا تعاون وقوة عوضا عن أن يكون الإنسان ضعيفا.
في العائلة، الجد والعم والخال والأخ الأكبر مربيون بجانب الأب، ونفس الشيء عن الجدة والعمة والخالة والأخت الكبرى.... كل ذلك يتم بتوجيه من القرآن والسنة....
فيتعلم الطفل مهنة أو حرفة أبيه أو عمه أو خاله أو جده أو حتى جاره ويتعلم القرآن، قراءة وتفسيرا ولغة وسيرة الرسول والصحابة والقدوة الحسنة من تاريخ الأمة ومن تاريخ أسرته...
المسجد يدعم ذلك، فالأصل أن بيوت الله مفتوحة ليل نهار، للمعتكف والمتعلم والمظلوم الراغب في حكم الله وفيها يتم القضاء والعمل على إصلاح أحوال الجماعة والأمة...
الطفل هنا يتعلم أيضا علوم الدنيا وهو مقرب ومعاون أو مساعد لأبيه في عمله، أو لجده أو عمه أو خاله أو أخيه الأكبر أو أحد جيرانه....في مرحلة مبكره يصبح عاملا ورجلا يتقاضى أجرا على العمل الذي يؤديه.... تحتاج أن ترى وتعاين كيف يتم ذلك من واقع دراسة وأبحاث لتفهم أكثر. (إقرا في تاريخ التعليم والتعليم من البيت، ملايين من الأطفال في إنجلترا وأمريكا وكندا واستراليا يتعلمون في البيت)
لا أنفي دور المعلم ولكن المعلم هنا هو الأب والجد والعم والخال والجار وإمام المسجد ومعلمون أخرون في المسجد في اللغة وسيرة الرسول والتاريخ..
هكذا نصنع شخصية الرجل المسلم الذي يحفظ كتاب الله في صدره ويفهمه ويعيه ويعمل به ويتبع سنه الرسول ويعي مشاكل المجتمع ويتعلم عن العظماء في الحاضر والماضي ليقتدى بهم، وهو يتعامل معهم في المسجد. لا تنسى أن المسجد مكان للاعتكاف وفيه يحل ابن السبيل، الذي هو رجل مسلم صالح يرتحل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر....
بعد البلوغ يستطع الرجال الإلتحاق بالجامعات ثلاثة أيام في الإسبوع لتحصيل علم متخصص ويعملون ثلاثة أيام أخرى ليكونوا ملتصقين بالواقع ورجالا يعملون ويتكسبون وينشئون أسرا صالحة. لا تنسى بلوغ النكاح مفترق طرق وضعه الله في الإنسان ليكون حدا فاصلا بين الطفولة والرشد، فطرة فطر الله الناس عليها... تربية الأسرة ستصل إلى الغاية عند بلوغ النكاح، أما المدرسة فهي إهمال، وهي لا تنتج رجالا بل من يتخرج منها هو طفل متأخر النمو، وشخص جاهل يفتقر للكثير من المهارات.